تيارات قنديل البحر‎

منذ ما لايقل عن 550 مليون سنة والقناديل البحرية الدقيقة تداعب مياه العالم وترسم تحتها التيارات والتموجات. وهذا بالضبط ما ألهم الباحث جون دابيري، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، محاولة معرفة ما إذا كانت كل تلك الحركات ذات مغزى وجدوى من الناحية العلمية.

قنديل بحر والمياه التي يجرها معه خلال ترحاله
الصبغة الخضراء تُظهر أثر المياه التي يسحبها معه قنديل البحر وهو يسبح.

ولاكتشاف ذلك، عمد دابيري برفقة فريقه إلى رش صبغة خضراء أمام قناديل البحر لجعل حركة المياه حولها مرئية، وعندها صارت هذه الكائنات تسبح بحلقة من العضلات المنقبضة لتهوي بأجسادها الشبيهة بالمظلة من أجل إبعاد المياه. وهكذا صارت القناديل كلما أزاحت السائل من طريقها، تواصل تقدمها في المياه نحو الأمام. وقد كشفت الصبغة أن الكثير من المياه التي دفعتها القناديل يتم امتصاصها مرة أخرى لتراواح مكانها حول هذه المخلوقات عندما تكون بصدد إنجاز تجديفتها التالية. وهذا يعني أن القناديل وهي تقطع مئات الأمتار للوصول إلى السطح من أجل الغذاء كل يوم، تجر معها المياه الباردة والغنية بالمواد المغذية من أعماق المحيطات، ثم تخلف وراءها التيارات الدافئة نحو الأسفل.

الآن، وبعد إثبات فريق دابيري لقدرة القناديل الدافئة على مزج الماء، فإن تركيزه ينصب حالياً على قريدس البحر والقشريات الدقيقة الأخرى التي تعد بالتريليونات. ويعتقد دابيري أن هذه المخلوقات البحرية متناهية الصغر – إذا اجتمعت – فإن قدرتها قد تصل إلى حد منافسة قوة الرياح والمد والجزر في دوران مياه المحيطات. –فيكي فالنتاين