دمشق القديمة - جولة على الأقدام

دمشق القديمة هو اسم الجزء القديم من مدينة دمشق والتي تعد أقدم مدينة مأهولة في العالم وأقدم عاصمة في التاريخ وتقع داخل أسوار مدينة دمشق التاريخية، وتمتاز بأبنيتها وأوابدها التي تعود لعدة عصور وأماكنها المقدسة من جوامع و كنائس تعد رمز للديانات، وبشوارعها وطرقاتها. وفي عام 1979 مـ سجلت مدينة دمشق القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

الجامع الأموي - جامع دمشق الكبير

تضم دمشق القديمة العديد من الأحياء العريقة والأسواق والخانات والمساجد والكنائس والمدارس والشوارع المرصوفة والقلعة والسور الروماني والجدير بالذكر أنها تضم معظم آثار مدينة دمشق. في حين أن دمشق القديمة لا تشكل سوى حوالي 5% من مساحة مدينة دمشق الحالية وتمتاز الآثار التاريخية في المدينة بأنها تعود لعدة فترات وحقب زمنية من الحضارات التي تعاقبت على المدينة العريقة التي يعود تاريخ بنائها إلى قبل آلاف السنين.

تقع دمشق القديمة قرب مركز مدينة دمشق المتمثل بمنطقة المرجة.

تاريخيا تعرضت العديد من معالم دمشق القديمة قبل مئات السنين للتدمير بفعل الزلازل والحروب حيث دمرت أجزاء من دمشق القديمة في فترات تاريخية سابقة، وكان في كل فترة يعاد بناء وترميم المباني المتضررة، لذلك نجد أن العديد من المعالم التي تعود إلى أزمنة بعيدة نسبيًا وصلت إلى العصر الحديث بشكل جيد وخلال الحرب العالمية الثانية والانتداب الفرنسي لسوريا كذلك تعرضت بعض الأوابد والأسواق للتخريب وأعيد ترميمها، لذلك تجد معالم المدينة العريقة وشوارعها وبواباتها وأسواقها محافظة على قدر كبير من عبق التاريخ.

وتزخر دمشق القديمة بالكثير الكثير من المعالم التاريخية الهامة ومنها: الجامع الأموي: وفيه مقام رأس القديس يوحنا المعمدان, ومقام النبي يحيى بن زكريا البيمارستان النوري. التكية السليمانية وفيها المتحف الحربي السوري وسوق المهن اليدوية ومسجد.

عند بناء سور المدينة في العهد الروماني تم تزويده بسبعة أبواب، تهدم بعضها وأنشأ آخر في العهود اللاحقة وبقي منها إلى اليوم ثمانية أبواب:

1.  باب توما، يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة قرب حي القصاع.
2. باب الجابية، يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة عند مدخل سوق مدحت باشا حاليًا.
3. باب كيسان، يقع في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة القديمة قرب منطقة الصناعة وحارة اليهود سابقا ودوار حسن الخراط خارج سور المدينة القديمة. (تحول إلى كنيسة)
4. باب السلام، يقع إلى الشرق من باب الفراديس على منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق.
5. باب الفرج، يقع في الجهة الشمالية من سور المدينة، بين سوق العصرونية وسوق المناخلية.
6. باب شرقي، يقع عند المدخل الشرقي للمدينة القديمة، وهو الوحيد الذي يحتفظ بطراز عمارته الروماني.
7. باب الفراديس، (يعرف أيضًا بباب العمارة)
8. باب الصغير، يقع في الجهة الجنوبية للمدينة قرب حي الشاغور.

وأبدعت سورية القديمة فنون عمارة الكنائس التي اعتمدت على المسيحية والهلنستية وتبدت فيها نزعة التجدد وظهر في ميادين هذه الفنون أشكال لم تكن يونانية ولا رومانية بل كانت دمشقية جديدة بالنسبة إلى الحياة الإبداعية العالمية وذات منحى محلي سوري صرف.

قامت في دمشق وفي سورية فنون بناء حضارية وابتكار فن جديد ساعدها عليه مخزونها الفني الحضاري العريق الضارب جذوره في أعماق التاريخ فتجد في المدينة العريقة أنماط عمارة دينية ومدنية سورية متطورة لها طابعها الخاص.

وما عمارة الكنائس من القرن الأول حتى السابع الميلادي إلا مثال واضح على تلك العمارة ومساهمتها في بروز عناصر معمارية جديدة خاصة بسورية بشكل عام ودمشق بشكل خاص. إن دمشق تضم عددا كبيرا من أهم الآثار المسيحية ولعل أهمية دمشق تكمن في أنها قامت بدور مرموق في نشوء المسيحية وفيها اعتنق بولص الرسول الدين الجديد على يد الرسول حنانيا وأصبحت دمشق مقرا للأسقفية لاتتقدمها في الدرجة سوى أنطاكية وفي سنة 379 م بنى الإمبراطور ثيوذوسيوس كنيسة القديس يوحنا المعمدان في الموضع الذي كان فيه معبد جوبيتر الدمشقي.

وكان في غوطة دمشق وفي سفوح جبل قاسيون خمسة عشر ديرا منها دير مران ودير النيربين حيث يروى أن القديسة /حنة/ والدة السيدة مريم العذراء أقامت أو دفنت فيه كما روى ابن عساكر في تاريخ دمشق. (وكيبيديا)

وأدعوكم الآن بالاستمتاع بجولة على الأقدام بشوارع دمشق القديمة من خلال هذا الفيديو: