السرطانات الأشد فتكاً

رغم تراجع معدلات الوفاة جراء العديد من أنواع السرطان في الولايات المتحدة، فإن هذا الداء آخذ في الارتفاع على الصعيد العالمي.

انخفضت معدلات الوفاة في الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة لأربعة من السرطانات الخمسة ذات أعلى معدل للوفيات بفضل ظهور اختبارات كشف وعلاجات جديدة. ووصل إجمالي التمويل الفيدرالي الأميركي من خلال المعهد الوطني للسرطان 5 مليارات دولار في السنة المالية 2011.

قبل أربعين عاماً، شنت حكومة الولايات المتحدة حرباً على داء السرطان عبر إعلانها عن زيادة التمويل الفدرالي وتنسيق البحوث من خلال المعهد الوطني للسرطان (NCI). وعلى مدى العقدين الأولين كان التقدم بطيئاً في هذا المسعى، لكن منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، أدى تحسن الفحوصات بشأن سرطان القولون والمستقيم، والبروستات، والثدي، إلى الكشف المبكر عن هذا الداء، وساهم في تحسين معدلات النجاة. وتُظهر أحدث الإحصائيات لدى المعهد أن معدل الوفيات في الولايات المتحدة، بسبب 14 نوعاً من السرطانات الـ 19 الأكثر فتكاً، تراجع بالفعل ما بين عامي 2003 و 2007. ومن بينها سرطان الرئة؛ فبعد سنوات من انخفاض معدل الوفاة لدى الرجال بسبب هذا النوع، صار ذات الانخفاض يُسجل في صفوفِ النساء للمرة الأولى.

عدد الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة ومصابون حالياً أو سابقاً بمرض السرطان كما في 2007:
1. الرئة: عدد النساء هو 200,100 والرجال 173,400
2. الثدي: عدد النساء هو 2,632,000 والرجال 13,620
3. البنكرياس: عدد النساء هو 17,850 والرجال 16,810
4. القولون والمستقيم: عدد النساء هو 567,900 والرجال 542,100

وإلى جانب هذه الأخبار السارة ثمة إحصائيات أكثر واقعية. فالسرطانات التي تفتقر إلى فحوصات موثوقة – مثل سرطان البنكرياس، والكبد، والرحم – أو إلى العلاجات الناجعة لا تزال تعرف معدلات وفاة متزايدة. وهكذا فإن معدل 5 سنوات من البقاء على قيد الحياة بالنسبة لمرضى سرطان البنكرياس هو 6 بالمئة، مقارنة مع ما يفوق 90 بالمئة لبعض الأشكال من سرطان الثدي والبروستات. ويقول جيمس دوروشاو، نائب مدير المعهد الوطني للسرطان، أن هناك عوامل أخرى، بدءًا من الطريقة التي ينمو بها الورم إلى كمية الأنسجة المريضة المتاحة للبحث، يمكن أن تؤثر على نتيجة نوع معين من السرطان.

ولا يزال حوالي ثلث وفيات السرطان في الولايات المتحدة مرتبطاً بالتبغ، على الرغم من أن عدد المدخنين في البلاد منخفض. (إذ إن الأشخاص الذين لم يدخنوا قط هم عرضة أيضاً للإصابة، وغالباً بسبب التدخين السلبي). وتشير الطبيبة ميشال بلوك، من المعهد الوطني للسرطان، إلى أن الضرائب المرتفعة على منتجات التبغ كان لها الدور الرئيسي بهذا الشأن، جنباً إلى جنب مع فرض قيود على التدخين في الأماكن العامة، وحملات التوعية. وتضيف بلوك أن الملصقات التحذيرية البيانية الكبيرة على علب السجائر التي تم فرضها مطلع هذا العام تساعد في مواكبة الولايات المتحدة للسياسات المناهضة للتدخين في 30 دولة أخرى. إلا أن سرطان الرئة لا يزال في مقدمة السرطانات القاتلة في العالم بـ 1.4 مليون حالة وفاة سنوياً.

ويقول ديفيد فورمان، من الوكالة الدولية لبحوث السرطان، إن تزايد السكان، والشيخوخة في العقود القليلة المقبلة سيجعلان داء السرطان أكثر شيوعاً. كما أن التغييرات التي تصاحب النمو الاقتصادي، مثل النظام الغذائي وقلة النشاط البدني، سيكون لها دور بهذا الشأن أيضاً. وفي خريف هذا العام، عقدت الأمم المتحدة قمة حول السرطان وغيره من الأمراض المزمنة؛ وهي القمة الثانية من نوعها في تاريخ منظمة الأمم المتحدة. يقول فورمان "نحن نمتلك بالفعل المعرفة للحيلولة دون حدوث وفيات كثيرة، وكل ما نحتاجه هي الموارد اللازمة لترجمة هذه المعرفة على أرض الواقع". –شيلي سبيري

أين يعتبر السرطان أشد فتكاً؟
يعتمد الجواب على الفروق الإقليمية في نمط الحياة، والنظام الغذائي، والرعاية الصحية. وعلى الصعيد العالمي، يحصد سرطان الرئة أكبر عدد من الوفيات.

أنماط السرطان حسب الجهات؟
  • معدلات الإصابة بسرطان الثدي أعلى في الدول الغنية، حيث تنجب النساء في سن متأخرة عدداً أقل من الأطفال.
  • سرطان القولون والمستقيم: المرتبط بالأنظمة الغذائية المعتمدة على كثرة اللحوم والأطعمة المعالجة في الدول الغنية، يكون أقل فتكاً عند اكتشافه في وقت مبكر.
  • سرطان عنق الرحم: يقتل عدداً أكبر من النساء في البلدان التي ينتشر فيها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وتندر فيها اختبارات عنق الرحم.
  • سرطان الكبد: مرتبط بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) و (ج)، وينتشر بشكل أكبر في دول مثل الصين، وكوريا الجنوبية، ومنغوليا.