في مواجهة العاصفة‎

عندما كان بيتر إيسيك طالباً في الجامعة، كتب رسالة إلى أنسل آدامز يطلب فيها من هذا المصور الشهير مراجعة ملف أعماله الفنية، ووسمها بتعليق أو تعليقين. وجرت العادة ألا يتلقى المعجبون ردوداً على رسائلهم، لكن إيسيك حصل على الرد.

"لقد دعاني إلى زيارته في منزله في مدينة كارميل"، يتذكر إيسيك، الذي لبّى دعوة آدامز. وفي هذا الموضوع، يتبنى إيسيك أسلوب ناصحه – آدامز – في التصوير الفوتوغرافي من خلال سلسة من الصور باللونيني الأبيض والأسود لبراري كاليفورنيا. وتتمثل هذه الصور مجتمعة نوعاً من التقدير والإجلال، يقوم إيسيك، مضيفاً "إنها عربون عرفان وتبجيل للحس الجمالي عند أنسل". –كاترين زوكيرمان

عدسة: بيتر إيسيك

يبدو أن العاصفة شديدة؛ لماذا تريد التصوير؟

بيتر إيسيك: معظم الناس لا يزورون "براري أنسل آدامز" إلا في الصيف. وقد كنا هناك في فبراير الماضي، وأردت أن أظهر الظروف المناخية قاسية عندما كنت أتزلج إلى الأعلى نحو أشجار الصنوبر الثمري، ووصلت سرعة الرياح إلى أكثر من 80 كيلومتراً في الساعة، وكانت الرؤية ضعيفة جداً. وأعتقد أن هذه الصورة تجسد الخصائص البرية للمنطقة أفضل تجسيد.

كيف كان العمل وسط كل هذه الثلوج والرياح؟

كنت قد استأجرت دليلين من ذوي الخبرة ليقدما لي الدعم اللوجستي للوصول إلى هذه البراري النائية في فصل الشتاء. وقد كان الطقس بارداً جداً في كاليفورنيا، حوالي 18 درجة مئوية تحت الصفر، وكان مأوانا كهف ثلجي حفرناه بأنفسنا. وكان له مدخل صغير، أما مساحته الداخلية فكانت بالكاد تسعنا عند الاستلقاء. وأثناء العاصفة الثلجية كنا نتناوب على جرف الثلوج من على باب الكهف طوال الليل، حتى نضمن دخول الهواء المنعش. وقد كان التزحلق على الجليد صعباً أيضاً، خصوصاً حول المناطق التي كان فيها خطر الانهيار الثلجي كبيراً. وبخوضي رحلة التزحلق تلك، خلتني متزحلقاً جيداً، وإن كنت قليل التمرس؛ لكن مع ثلج وصل إلى أكثر من متر واحد، وحقيبة ظهر بوزن 20 كيلوغراماً، فقد تكولت إلى مجرد مبتدئ.