أول إماراتية في أنتاركتيكا

"استيقظت فجر أحد الأيام على صوت شبيه بالرعد يملأ سماء القطب الجنوبي، هرعت إلى النافذة لاستطلاع الأمر، فلم أجد سحباً ولا وميضاً، وعندما سألت العالم البيئي الشهير روبرت زوان الذي كان يقود رحلتنا الاستكشافية، علت ابتسامة صغيرة على شفتيه قبل أن يقول "لا تجزعي، إنه صوت تشقق جبال جليدية بحجم مبنى من 50 طابقاً قبيل انفصالها عن الكتلة الأم وبدء رحلة ذوبانها الذي سيؤدي في نهاية الأمر إلى ارتفاع منسوب مياه المحيطات".
بهذه العبارات، لخصت دانة الحمادي تجربتها التي أدخلتها نادي المستكشفين الأوائل، بصفتها أول سيدة إماراتية وخليجية تصل إلى القارة المتجمدة الجنوبية (أنتاركتيكا)، وذلك ضمن الرحلة الاستكشافية الدولية التي ضمت 65 مستكشفاً من مختلف أصقاع العالم من بينهم رجل أعمال وشباب ومدرسين. وتأتي الرحلة ضمن مشروع 2041 الهادف إلى تعريف الناس من مختلف أصقاع الأرض على المنطقة القطبية الجنوبية.

الحمادي، التي خضعت لإختبارات جسدية وطبية قاسية قبل ذهابها إلى أنتاركتيكا، قضت في مارس الماضي، 12 يوماً "قطبياً" على متن سفينة مجهزة خصيصاً للإبحار بين الكتل الجليدية، في ظل برودة وصلت إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر، تقول لـ "ناشيونال جيوغرافيك العربية" راعيتها الإعلامية، أنها تريد "إلهام مجتمعها في الإمارات لمزيد من العمل لزيادة الوعي حول أهمية التغيرات المناخية وحماية البيئة". واعتبرت الحمادي، وهي أم لخمسة أبناء، رحلتها القطبية التي جاءت تحت رعاية "نادي تراث الإمارات"، "حدثاً استثنائياً في حياتي، ذلك أن الاستعدادات والتدريبات الجسدية والنفسية الصعبة التي خضعت لها أهلتني لاجتياز مخاطر وتحديات عن طريق بذل المزيد من الإرادة والصبر من بينها اجتياز أخطر بحار العالم من حيث ارتفاع الأمواج".