ستارة لا كالستائر - ميزة فريدة للجمل

طبقة غشائية رقيقة تغلف رئة الجمل قد تشكل "حائط صد" منيع ضد البكتيريا والفيروسات والالتهابات الفتاكة مثل الالتهاب الرئوي




ستارة لا كالستائر.... أكثر مايشد المرء إلى الجمل هو سنامه الفريد، الذي يتغذى على مخزونه الهائل من الدهون حين يشح الغذاء. واليوم قد يُضاف إلى سجله الفسيولوجي ميزة فريدة، فقد توصل فريق من العلماء، يعمل في كل من الإمارات العربية المتحدة وكندا، إلى الإجابة عن سؤال لطالما حير الباحثين؛ لماذا لاتُصاب الإبل بالأمراض الرئوية إلا نادرا؟
وكشف الفريق أن السر يكمن في الغشاء الرقيق الذي يحيط بالرئتين، ويسمى غشاء الجنب الرئوي. ورغم وجود هذا الغشاء لدى العديد من الحيوانات، فضلا عن البشر، إلا أنه يحظى بصفة إضافية لدى الإبل حيث تكسوه طبقة أخرى عبارة عن مجموعة من الخلايا يسميها العلماء الستارة الرئوية؛ يُعتقد أن لها قدرة على قهر الفيروسات والبكتيريا الضارة.
ويذكر الدكتور أورليش فيرنيري، المدير العلمي للمختبر المزكزي للأبحاث البيطرية في دبي، أنه لاحظ هذه الستارة الفريدة لأول مرة فبل نحو 15 عاماً حينما أجرى تشريحا لجثة جمل نافق. "تساءلت حينها عما إذا كانت الستارة حالة مرضية أم جزءا طبيعيا من الجسم".
بيد أنه انشغل بأبحاث أخرى ونسي أمر الستارة؛ ولم يتذكرها إلا بعد أعوام، حين اندهش من وجودها على حافة رئتي زرافة كان يُشرحها. ويؤكد فيرنيري أن الجمل والزرافة، دون سواهما من البقريات؛ يمتلكان هذا النوع العجيب من الإغشية.
وبعد إخضاع الستارة إلى فحوصات دقيقة بتين أن بها خيوطا ليفية تحوي طبعتين إلى ثلاث من الخلايا، بعضها ينتمي إلى "الخلايا المناعية الدفاعية اللاهمة". ولعل هذه الأخيرة هي قطب الرحى لوظيفة الستارة الدفاعية. ويوضح فيرنيري أن الجمل عندما يستنشق الهواء يزداد حجم رئتيه وتتمدد الستارة فتلامس أضلاعه الداخلية، ومن ثم "تمسح الغشاء الرئوي وتنظفه تماما كمساحة زجاج السيارات".