مفهوم الخورفة

مصطلحات جديدة تغزو عالم الشباب ، ما السبب ؟...
و ما هو مفهوم الخورفة (مااااااااااع)


حول المفهوم
كل منا خاروف وهو لا يدري...


الخورفة من المصطلحات 'الدارجة هذه الأيام' الغريبة لكنها متداولة لتصبح نمطاً من أنماط حياتنا اليومية المستخدمة.


ما معنى أن تكون خاروف؟
- أن تأكل العشب الأخضر أو اليابس و تشرب الماء وتتكلم اللغة الماعية (مااااع).
- العنوان له صلة وثيقة مختفية وراء ستارة الأحجيات الواقعية المستمدة من مقدمات اللاواقع السرمدي لا نقصد هذا الكلام ...
- موضوعنا له علاقة وثيقة بالصوف ومدى اكتنازك به والقيمة الصرفية للمنتج الاستهلاكي المتوفر لديك والمطلوب بكميات متزايدة في أسواق العصر الحالي.


الموضوع قريب جداً من هذه الفكرة ...


تنويه:
عذراً لاستخدام المصطلحات العامية لكن للتحقيق ضرورة ...


تعاريف:
• الخورفة أدبياً: هو ألية تحويل الشخص إلى خاروف دون أن يقول مااااع.
• الخورفة علمياً: أن يقول الشخص مااااع دون أن يكسو جلده الصوف.
• الخورفة محلياً: هي جعل الشخص يدفع كل ما في جيبه وهو يضحك ويلعب.


كيف تعرف أنك خاروف:
عشر نقاط على سبيل الذكر وليس الحصر اخترناها ومن خلالها تعرف أنك مااااع أو لا:
1- أن تُدعى إلى النصف الساعة الأخيرة من اجتماع عدد من الأشخاص ( ذكور – إناث ) في إحدى المطاعم وتدفع الحساب متضمناً العشاء الذي لم تتناوله والتحلية التي لم تذقها وكأس الشاي الوحيد الذي طلبته!
2- أن تتصل بأحدهم ( ذكر – أنثى) كل يوم ويطول الحديث وتكثر الاتصالات .. وفجأة الخط خارج التغطية، خير إن شاء الله؟ وبعد جهد جهيد تعلم أن الخط مقطوع لأسباب مالية وأنت المغوار الشهم دافع الفواتير وموصل الخطوط، رغم أن 95 % من الاتصالات تكون لغيرك وليس لك أنت!
3- يأتيك اتصال متأخر مساءً من صديقتك تخبرك أنها وصديقاتها في المكان الفلاني وقد تأخرنّ عن المنزل ولا يوجد تكاسي في البلد؟ فتطير إليها راكباً سيارتك لإيصالها هي وصديقاتها وصديقات صديقاتها فأنت الفارس العربي الأصيل على صهوة سيارتك الأتوماتيك، لأن العادية بطلت موضتها.
4- فجأة يتعطل موبايل صديقك الحبيب وهو غير قادر على شراء غيره لأن ( الحال على قدو ) وأنت يا حلوة موظفة قادرة على شراء موبايل جديد لحبيبك بالتقسيط من خلال عملك... ولم تتردي ولا حتى جزء من الثانية ( كل شيء لعيونو بيهون ) وتقومين بشراء الموبايل وتهديه له وهو بدوره يقدمه لحبيبته الغالية الأصلية نعم فأنت الصيني وهي الأصلية (ياباني).
5- أنت تتمشى مع حبيبتك مساء وتشتري لها شمعة حمراء تحملها سعيدة وتعود إلى منزلها تنتظر نوم أهلها وانطفاء الأنوار ... تغلق باب الغرفة وتضيء الشمعة وتفكر بشخص آخر!
6- اتصال من صديقتك تخبرك أنها في أحد محال الألبسة وبعد انتقائها للعديد من الموديلات اكتشفت أنها لا تحمل النقود! فتهب إليها مسرعاً للدفع وايصال حبيبتك لمنزلها... وهي تنتظر الغد لتلبس الثياب "التي دفعت ثمنها أنت" لحملة التطبيق الجديدة.
7- يضيع موبايل حبيبتك... لقد نسيته في التكسي وهو هدية منك وثمنه مرتفع، لكن عند أول دمعة من عيونها الخلابة تهرع إلى شراء الأحدث والأغلى لحبيبتك.
8- من طيبة قلبك الدائمة جميع أصدقائك وصديقاتك يقومون بالتعليم على موبايلك (miss call) وأنت تقوم بالاتصال بهم.
9- تسأل حبيبتك لماذا لم تطمئنك على عودتها بخير وسلامة من السفر؟
والجواب : ما عندي وحدات، وأنت بأسرع من الوقت وأشد من اللمع بتشتري بطاقة ألف وحدة وترسلها لها "عيب تشتري بطاقة 200 أو 400... بطاقة 1000 وحدة أوجه".
10- في منتصف الليل يرن الموبايل والاتصال من حبيبك الذي يطلب منك بصمت قلق بطاقة انترنت! وبعد تعب طويل قمت بتأمين بطاقة انترنت تعطيه رقمها تغلقين السماعة بينما هو يبدأ التشات على النت مع حبيبته الأخرى؟


هذه المواقف العشر ربما تعرضت لها أو لغيرها وربما لا، ولإضافة تجارب شخصية كان لنا اللقاءات التالية:


الحب أساس الخورفة ....


منال أ: أحب شخصاً اتصل بي الساعة الواحد والنصف بعد منتصف الليل وطلب مني أن أعطيه رقماً لبطاقة أنترنت متحججاً بأن أخاه في السعودية مريض جداً ويجب أن يطمئن عليه هو ووالدته المريضة لإنشغال بالهم على حالته الصحية وبكل بساطة سارعت وأعطيته رقم إحدى البطاقات (هو يعلم أنني أحتفظ بأرقام بعض البطاقات لإستخدامي الدائم لها) فقدم لي الشكر على الخدمة لكن الصدفة كانت كبيرة عندما علمت أنه (خورفني) من أجل أن يتصل بحبيبته المتواجدة في دبي وكانت صدمتي كبيرة وبدأت النهاية.


خاروفة عيد الميلاد ....
لولو: ليلة عيد ميلادي قررت أختي وخطيبها دعوتي وحبيبي إلى العشاء للإحتفال بي وتقديم الهدايا وأثناء العشاء همس في أذني قائلاً:  "يجب أن ندفع الحساب" ( مو حلوة بحقنا ) فأتفقنا أن أدفع نصف الحساب وهو النصف الآخر، هذا الموقف جعلني أعتقد أنه شهم ونبيل ويمتلك نفساً عزيزة لكن بعد فترة سألني خطيب أختي هل سررت بالعشاء ( ما في شي من قيمتك ) وبعد سؤالي لحبيبي رد بكل بساطة ولا يهمك صحيح أني لم أدفع الحساب ذلك اليوم ولكن تناولت معه العشاء على حسابي مرة أخرى من أجل واجبك وكانت الخورفة عندما تأكدت أن كلامه كذباً ونفاقاً بعد فترة قصيرة ومن خلال هذا الموقف أنفضحت أمور كثيرة وبدأت النهاية.


خورفة التكاسي ...
كريم ح : "أنا رجل ميسور الحال ولا أحب أن يخورفني أحد"، قالها وهو مسرور ويروي ما حدث عندما صعد مع سائق 'ستار تاكسي' وقال له:  "أعمل عند شخص قاسي القلب وإذا علم أنني استأجرت سيارة للذهاب إلى المنطقة التي أرسلني إليها فسيوبخني ويحرمني من أجر اليوم كاملاً". كانت هذه البداية لإخبار سائق السيارة بأنه لا يملك سوى خمسين ليرة سورية أي نصف الحساب الذي توجب دفعه وبالفعل شفق عليه السائق وقال: "أذهب الله يسامحك لا أريد منك شيء ولكن لا تأخذ سيارة أجرة مرة ثانية". كسبني كزبون فخورفته ...


نضال م: في يوم عادي كنت أتجول في (الشام ستي سنتر) واضطررت إلى الذهاب إلى فندق الكارلرتون وبين المكانين لا يوجد سوى 500 متر تقريباً ولكن فاجأني صاحب سيارة الأجرة أنه يريد 100 ليرة سورية أجرة 500 متر فلم يكن بوسعي إلا أن أنتحل صفة صاحب مكتب سيارات كبير ووعدته بتأمين سيارة بالتقسيط المريح له إذا كسبني زبون. وبالفعل لم يأخذ مني سوى 25 ليرة سورية ووعدني بزيارتي في اليوم التالي فأعطيته رقم أحد أصدقائي. وفي اليوم التالي اتصل بصديقي وعرف أنه (تخورف) عندما قال له صديقي أن الرقم والإسم خطأ. 'على عينك ياتاجر' بريستيجو خورفو...


سامر ع: شاركنا بمعرض عالم الميديا وهناك التقيت بشخص (ولا شيء) يدعي أنه رجل أعمال و لا يخرج من منزله إلا بالباس الرسمي الكامل وذلك لجذب أنظار الفتيات من حوله فخورفته أمام الناس وذلك ببيعه مجلة لا تتجاوز قيمتها 100 ليرة سورية بألف ليرة سورية وفعلاً اشترى المجلة وهو على علم مسبق بسعرها الحقيقي 75 ليرة سورية لكنه كما يقال (بريستيجه العام ما بيسمحلوا يرفض) فتخورف وهو سعيد.


لإضاءة على هذا الموضوع التقينا الأخصائية والمرشدة الاجتماعية كبرياء الساعور:


- مبدأ الخورفة السائد حالياً هل هو من أصل عاداتنا؟
هذا المصطلح هو طرح شبابي جديد، حيث أن الشباب في كل العالم في محاولة دائمة لنحت مفاهيم ولغة خاصة بهم.


- يمكننا القول أنه مصطلح حديث؟
نعم هو مصطلح حديث وله علاقة بالفوارق الطبقية أولاً، ومحبة الشباب للظهور وأن يكونوا على الموضة ثانياً و ثالثاً وجود الطبقة العادية والفقيرة التواقة دائماً للرفاهية والمظاهر.
ومن الممكن أن يكون هذا المصطلح وُضع لإيجاد نوع من التوازن بين الأصدقاء في الشلة الواحدة والذين ينتمون لطبقات مختلفة، فيكون بينهم القادر على الدفع وتسديد التكاليف بشكل دائم.


- بماذا يرتبط هذا المصطلح 'الخورفة'؟
اجتماعياً له علاقة بالتغير الذي يطرأ على كافة المجتمعات التي هي في حركة دائمة، وهذه التغيرات هي تغيرات عاصفة وليست بسيطة 'تطور التكنولوجيا – العولمة' مما جعل هموم الشباب حول العالم متشابهة بسبب فضاءات الانترنت التي جعلت العالم قرية صغيرة. فما هو موضة في الخارج هو موضة لدينا مع وجود الفوارق الثقافية. وأكثر ما يرتبط بهذا المصطلح هو سوق التجار فمن الشطارة والفهلوة أن تخورف غيرك هويقال عندها (علمّت عليه).


- يمكننا القول أن هذا المصطلح معمم على كل العالم؟
نعم، وله أشكال عدة منها البريء ومنها ما هو سيء ويأخذ طابع الاحتيال والنصب.


- الذي يخورّف غيره يكون رد فعل على موقف تعرض له سابقاً؟
ممكن أن يكون رد فعل وممكن أن يكون من طبع الشخص (حب تحقيق المكسب) أي لديه جزء انتهازي فهذه الظاهرة تحمل التنوع الكبير.


- ما هو تأثير الخورفة على الشخص المتخورف؟
العلاقة بين الشخص المتخورف وأصدقاءه متنوعة جداً، فمن الممكن أن يكون الشخص المتخورف يعلم ما يدور حوله وهو راضٍ بهذا، فمن خلال الخورفة يشعر بتأكيد ذاته والانتماء للجماعة، فمن أجل أن يكون مقبول ضمن شلة معينة هو مستعد للدفع الدائم وهذا لا يزعجه أبداً بل يدعوه للتباهي أحياناً وهنا يدخل مرحلة تأكيد ذاته، فالشباب في تساؤل دائم عن الهوية والانتماء وهناك تغير كبير بالقيم الخاصة بهم فيوجدون قيمهم الخاصة بعيداً عن أهلهم والجيل السابق لهم، وهناك النوع الثاني من المتخورفين وهم الذين لا يدرون أنهم ' خاروف ' فهم أناس معطائون يقدمون دون انتظار المقابل من باب الكرم والشهامة.


- الخورفة بين الشباب (الذكور والإناث) ما هو سببها؟
العلاقة بين الشباب (الذكور والإناث) ضبابية دائماً وغير واضحة فهم لا يعلمون كيفية استمرار العلاقة البعض يستغل هذا الوضع فمثلاً صديق ابني يلقبونه الخارف رغم بخله الشديد معهم ولكنه مع صديقته هو قادر على تأمين احتياجاتهم وقطعها عن نفسه!


- الخورفة كمشكلة اجتماعية ما هو مصدرها؟
لا أريد أن أعتبرها مشكلة وأحكم عليها بالصحة أو الخطأ، هي ظاهرة والشباب في منطقتنا لا نعرف عنهم الكثير بسبب الافتقار إلى الدراسات الميدانية الحديثة بالإضافة إلى كون الأغلبية من مجتمعنا هم الشباب فمن المهم جداً التوجه إلى هذه الشريحة التي لديها الكثير من المشكلات (الخوف من المستقبل – مشكلة تأكيد ذاته القيم – الانتماء)، وهذه القطيعة المخيفة بين الشباب وبين الأجيال السابقة الذي لا يملكون نماذج ثقافية يقتدي بها فلدينا فقط النجوم (فنانين – ممثلين) بسبب غياب أشكال من التنظيمات (عمل أهلي – عمل طوعي).
بالإضافة إلى عدم وجود فضاء للتعبير عن رأيهم سواء داخل الأسرة أو خارجها.. فما دفعهم لإيجاد لغة خاصة بهم وشكل جديد للتعبير. يقول الباحث الاجتماعي 'إميل دوركايهم': (عندما يكون لدينا شعار معين يجعلنا نشعر بالراحة والأمن)


- ماذا تحبين أن تضيفي على هذا الموضوع؟
يقول برخت 'القاعدة تصبح استثناء والاستثناء قاعدة'، هذا ما يحصل لدينا وما يحدث في كافة المجتمعات حيث تتراجع العلاقات الإنسانية ويصبح هناك نوع من أنواع التسليع للمشاعر والمبادئ والأهداف وحتى الإنسان.


- ما هي آلية العودة بالمجتمع إلى توازنه؟
من خلال تعبئة الشباب ضمن العمل الطوعي والأهلي وقتل وقت الفراغ لديهم.




وفي النهاية وبعد قراءة التحقيق السابق والاطلاع على النقاط العشر وقصص الأشخاص الذين التقيناهم فإن كنت سعيداً جداً أنك لم تمر بأي موقف من ما ذكر، حسناً! فلابد من ذكر بعض الأشياء الغريبة جداً...
مثلا عندما نكون بأي مطعم أو كافيه فالفاتورة دائماً تأتي 450 أو 950 أو 1450أو 1950 وهكذا،،، فتدفع المبلغ كاملاً وعليك التحرك دون انتظار الباقي.
مطاعم 5 ستار تدخل إلى الحمام لتجد صبياً أو بنتاً أو عجوز أمام صحن أبيض وعليه محارم فيتوجب عليك الدفع لها وإن لم تدفع يرمقك الجميع بنظرات استهجان.
الأراغيل و البقشيش البرستيج من أجل أن تدلل أنت و أرغيلتك.
رسم اشتراك الموبايل.
وأخيراً وليس آخراً التكاسي نعم التكاسي.


يكفي هذا الكم


كل خورفة وأنتم بخير