رأي: مصائر كونشيرتو الهولوكوست والنكبة - ربعي المدهون

"هل نشتري قطعة أرض في حارة دهمان كانت لنا أصلاً؟!" استبعد هو ونفسه أن تبيعهما شركة عميدار الإسرائيلية للإسكان، أرضاً يعتبرها أغلب اليهود هبة من رب العالمين. عطاء من إله وظفوه مديرا لشركة بيع أراضي وعقارات كانت ملكاً لفلسطينين أغراب.

مصائر كونشيرتو الهولوكوست والنكبة - ربعي المدهون
مصائر كونشيرتو الهولوكوست والنكبة - ربعي المدهون

أتذكر كيف كنت أتحرك بسرعة طفولية متوجهاً نحو مكان "مكتبة كل شيء" خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب ربيع 2016 للحصول على "مصائر كونشيرتو الهولوكوست والنكبة ل ربعي المدهون" الرواية الحائزة على البوكر العربي وما سمعت عنها من مديح وإطراء. تفأجت ب ربعي المدهون يهدي كل شخص يشتري الكتاب بأخذ صورة عن طريق الموبايل وكتابة إهداء على الصفحة الأولى للكتاب. رفضت فكرة التصوير و تحمست للإهداء. خفت من أن لا يتمكن من كتابة اسم عائلتي بطريقة صحيحة فتعمدت تهجئة الأحرف للحصول على أول إهداء من كاتب باسمي الكامل. فكانت النتيجة هي "أمل العكة". لم احزن وزادني هذا الاهداء أملا بقراءة ممتعة ومتميزة، وهذا ما حصل.

كتابة ربعي المدهون مترابطة وساحرة بشكل لم أتوقع قراءته في رواية حديثة. يمكنك الاستمتاع بكل صفحة وسطر لجمالية الوصف و بساطة السرد وعمق المعنى و الفكاهة الفلسطينية الخالدة. فكرة الكونشيرتو وكيفية السرد والربط بين الأحداث والشخصيات وتحولها من بطل إلى شخصية ثانوية إلى شخصية رواية كان موفقا وممتعا للغاية. قراءة الرواية هي من السهل الممتع، في أحياناً كثيرة الممتنع، الذي يتطلب تركيزا على الأحداث والشخصيات لتفادي الوصول إلى الضياع وعدم الربط بين الأحداث وشخصياتها.

كتاب جميل ويستحق النجمات الخمس وربعي المدهون حفر اسمه على صخر الرواية العربية بكل جدارة ك رائد ومبدع ونرجو المزيد منه.