من يسكن أكفّنا؟‎

يعج سطح جلد الإنسان بالبكتيريا التي من شأنها، إذا ما سمح بذلك جهاز المناعة، أن تتسبب في أمراض خطيرة. لكن الباحثين في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، اكتشفوا أن واحدة من هذا الزخم، تدعى البكتيريا الكرويّة العنقودية الجلديّة (Staphylococcux Epidermidis) – وهي ذات صلة وثيقة من حيث الخصائص بالمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، (MRSA) – قد تساعد بالفعل في ضبط جهاز مناعتنا وتحسين أدائه.

البكتيريا الكرويّية العنقودية الجلديّة
البكتيريا الكرويّية العنقودية الجلديّة هي شكل شائع من البكتيريا يوجد على جلد الإنسان. والبكتيريا غير مرئية بالعين المجردة، ولا تظهر إلا عند زرع بصمة اليد في هلام الآجاروس (الصورة) في المختبر

وللقيام بهذه المهمة "النبيلة" تعمل هذه الجرثومة على نشر جزيء يصد الأجسام العدوانية المسببة للالتهابات ويعيق تحركاتها. أما إذا لم تجد هذه الأجسام من يكبح جماحها، فإنها يمكن أن تسبب هيجاناً جلدياً حول أي إصابة في الجلد ولو كانت خدشاً طفيفاً. ومع ذلك، فإن هذه البكتيريا العنقودية الحميدة، لا تبقى حميدة إلا إذا مُنعت من دخول الجلد بواسطة النظم الدفاعية الجلدية المتعددة. أما إذا أعطيناها المجال لدخول جسم واهن ضعيف – تماماً مثل ركوب فيل ضخم على دراجة – فإنها يمكن أن تتسبب في خروج مرض مارد من قمقمه. –فيكي فالنتاين