بطريق ماقبل التاريخ


يبدو أنه ليس هناك ماهو أسود وأبيض في الحياة، حتى وإن تعلق الأمر بطيور البطريق...


كان هذا ماتوصلت إليه عالمة الحفريات جوليا كلارك، من جامعة تكساس بعد أن اكتشفت في محمية باركاس الوطنية في بيرو، بقايا تعود غلى 36 مليون سنة خلت، تمثل أول أحفورة بطريق من نوعها تحمل أدلة عن وجود ريش في حالة سليمة. وعلى موال أقاربه في الوقت الحاضر، كان هذا البطريق من جنس (Inkayacu Paracasensis) سباحاً ماهراً؛ لكنه كان يختلف عنهم من حيث الحجم والهيئة، إذ كان يزن أكثر من 45 كيلواغراماً، ويتشح بكساء ريشي ضارب إلى الحمرة. وقد تمكن فريق كلارك من استخلاص هذا اللون من خلال السنة الماضية بعد مقارنة حزم دقيقة من الأصباغ من الريش المتحجر تدعى الأجسام الصباغية (Melanosomes) مع مثيلتها لدى أجناس البطريق الحالية. وقد كشف هذا الجزء الساحلي من بيرو مؤخراً عن المزيد من أحافير البطريق المهمة. وتقول كلارك إن هذه المنطقة يمكن أن تقدم للعلماء ريشة سحرية لرسم صورة كاملة لنشوء وتطور هذه الطيور. والآن بدأت معالم هذه الصورة تتشكل وإن بلمسة لون واحدة. -كاترين زوكيرمان

*بطريق ملك المياه (Inkayacu Paracasensis)، بلونه البني المائل إلى الحمرة (في وسط الصورة) يعود إلى العصر الإيوسيني (ما بين 55 و 38 مليون سنة خلت) كان ليبدو عملاقاً أمام بني عمومته من العصر الحالي، حيث كان ليقف منتصب القامة محدياً بكتفه كتف بني البشر.

يمين: البطريق الصغير (Eudyptula Minor)/ الوسط: ملك المياه (Inkayacu Paracasensis)/ يسار: البطريق الإمبراطور (Emperor Penguin)